حصول البراهمي على مخطط خطير للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين… وعلاقته بحمدين صبحي وراء اغتياله
نشرت صحيفة “آخر خبر” في عددها الصادر اليوم تحقيقا حول اغتيال الشهيد محمد البراهمي
وقد ذكرت الصحيفة أن قراءات المحللين لم تخلص إلى استنتاجات مقنعة بخصوص الأسباب التي دفعت جهة ما إلى اتخاذ قرار تصفية محمد البراهمي زعيم التيار الشعبي.
مشيرة الى انّ اغلب التحاليل انصبت على فرضيتين تقول الأولى ان البراهمي قد اغتيل من قبل اطراف داخلية او خارجية تسعى الى الانقلاب على حركة النهضة اما الفرضية الثانية فانّه توجه التهمة الى حركة النهضة باعتبارها الخصم المباشر الرئيسي للبراهمي.
وأكدت الصحيفة أن الشهيد كان يتميز باستهداف حركة النهضة والأطراف الدولية مباشرة ويركز على تهمة “العمالة” لقطر وأميركا والذي كانت خطاباته تشبه خطابات شكري بلعيد وتشترك معها في فضح ما يعتبرانه عمالة الاسلاميين وارتهانهم للمشروع الاستعماري ورغم ذلك لا يمكن الجزم حسب ذات المصدر بان خطاب الشهيد كان وراء اغتياله.
وأشارت “آخر خبر” الى انّ البراهمي لعب دورا مهما في استدراج حركة الشعب للالتحاق بالجبهة الشعبية وهو ما سرّع ربما بقرار تصفيته.
من جهة أخرى أكّدت الصحيفة أنّها تحصلت على معطيات تفيد بان زعيم التيار الشعبي قد تحصل على تسريبات هامة حول مخطط شامل للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي اقره خلال مؤتمر تركيا- حضره راشد الغنوشي- ومن أخطر نقاطه الكبرى استدراج الجيش المصري الى مواجهة دموية مفتوحة تستنزف قواه لقاء تطمينات من قوى غربية بإعادتهم الى الحكم هذا فضلا عن خوض حرب استباقية تجنبهم تداعيات السقوط في كل من تونس وليبيا والمغرب عن طريق بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في محاولة لكسب الوقت وإعادة خلط الاوراق وتصوير ما يحدث في مصر على انه مخطط شامل لاستئصال الاسلاميين من الحكم والاهم من كل ذلك حسب ذات المصدر اعتبار تونس عاصمة “التمكين” بالنسبة للإسلام السياسي الذي لا يمكن التفريط فيها بوصفها ارض المعركة الاخيرة اما الاخطر في التسريبات التي كان البراهمي على علم بها فهي فرضية اللجوء الى خيار العمليات التفجيرية والاغتيال السياسي وقد اكدت مصادر مقربة من البراهمي للصحيفة ان هذه المعلومات وردت على البراهمي من مصر حيث كان زعيم التيار الشعبي يستعد للسفر الى القاهرة لملاقاة نظيره الناصري حمدين صباحي.
من جهتها صرحت زوجة الشهيد محمد البراهمي لآخر خبر” ان زوجها كان يستعد للسفر الى مصر في مهمة سياسية وان حمدين صباحي قد اتصل بالبراهمي لطلب ارسال ترتيبات السفر واجندا اللقاءات وتفيد معلومات بوجود تنسيق بين البراهمي وقيادات ناصرية مصرية قبل انسلاخه عن حركة الشعب وان فكرة تشكيل التيار الشعبي أسوة بالتيار الشعبي المصري الذي يتزعم جبهة الانقاذ هناك قد تكون نتيجة لتنسيق كبير بين محمد البراهمي وحمدين صباحي ويقوم المشروع في جوهره على الانطلاق في فكرة التيار الشعبي لحشد الدعم وصولا الى جبهة انقاذ واسعة ضد حكم الإخوان.
وقد كان من المنتظر ان لا تغفل بعض الدوائر الرسمية عن طبيعة المعطيات والاتصالات التي كان يجريها البراهمي قبل اغتياله ومدى خطورتها وإمكانية فضحها لأكبر مخطط كان يبيت له التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في تونس وعموم المنطقة العربية لذلك كان من الطبيعي الاسراع بتصفيته، حسب ذات المصدر دائما.
وأضافت الصحيفة ان الحسم في قرار تصفية البراهمي باستعمال اذرع يشتبه في صلتها بالتيار السلفي قامت على اساس فتوى تستند الى “الثأر” التاريخي بين التيارات الناصرية وبين التيارات الاخوانية والسلفية اللذان يشتركان في مرجعية “سيد قطب” الذي اعدمه نظام عبد الناصر مشيرة الى ان مسالة اختيار الوقت كانت رمزية ومنتقاة وفقا لمنطق تكتيكي يستقرئ تداعيات الحدث وخطة تطويقها وارتباط الحدث بما يمكن ان تؤول اليه تداعيات المواجهة في مصر حيث اغتيل البراهمي قبل يوم من الموعد الذي حددته القيادة العسكرية لحسم مواجهتها مع الاسلاميين في مصر