عبد الفتّاح مورو أو البشير بن سلامة، من الأصدق؟
قرأت أخيرا في جريدة تونس إبدو خبرا عن التّحالف الديمقراطي المستقلّ الّذي يروّج له السّيّد عبد الفتّاح مورو. وفي السّياق ورد ما مفاده أنّني قد انضممت بعد إلى هذا التّحالف. وهو أمر أستغربه وأستنكره نظرا إلى أنّه لم تقع استشارتي في الموضوع، ولا اتّصل بي السّيّد مورو بتاتا، ولا لي أيّ تصوّر لهذا التّحالف المستقلّ. فهل يكون هذا نتيجة لاستقالتي من الحزب الحرّ الدّستوريّ الديمقراطي وتحلّلي من كلّ انتماء فتكون تلك دعوة مغلّفة لأنضمّ إلى الشّيخ مورو وهو أمر لم أفكّر فيه أبدا ؟ وعلى كلّ فهو أسلوب غريب من الّذي ابتدعه وروّجه وأقلّ ما يقال فيه أنّه يخلو من اللياقة، وفيه استهانة بالذات البشريّة، في زمن يتبجّح فيه كلّ متبجّح بالثّورة ومبادئها وبأنّ عهد الكرامة قد حلّ بين ربوعنا، والاستهانة بالبشر قد ولّى وانقضى. وكأنّ الذي روّج ذلك يظنّ أنّني محتاج إلى من يمدّ لي يد المساعدة في فترة يتهالك فيها من هبّ ودبّ لأخذ قسطه من كعكة الثّورة. ولو كان مروّج هذه الفكرة مطّلعا حقيقة على مشروعي الّذي لم أنفكّ أبسطه في الجرائد والنّدوات وهو تجسيم السّلطة الرّابعة في الدّستور الجديد وكان على قدر من الصّبر والمعرفة للنّفاذ إلى عمق هذا المشروع وجدّيّته وكونهاالعلاج لكثير من أدواء مجتمعنا في هذه الفترة العصيبة لتحمّس لمشروعي وسعى إلى فهم أبعاده قبل أن يتحمّس لشخصي وتزيين محفله به
البشير بن سلامة